سورية عرفت بهذا الاسم زمن السلوقيين واستمرت على ذلك، ويضيفون ما معناه أن الاسم قديم جداً لكنه لم يظهر في الأدبيات العربية إلا عند الفتح عندما قال هرقل أمبراطور الروم لدى هزيمته أمام العرب المحررين (سلام عليك يا سورية، سلام موَدع لا يرجو أن يرجع إليك أبداً) ورد هذا القول في معجم البلدان نقلاً عن كتاب الفتوح، إذن في المصادر العربية القديمة لا شيء. أما المصادر الأجنبية فقد لخصها وانتخب ما ورد فيها كبار المؤرخين العرب كالمطران يوسف الدبس ود. فيليب حتي فيقول الأول في كتاب تاريخ سورية المجلد الأول ص 11 (وأول من سمى هذه البلاد سورية هم اليونان مع أن هوميروس شاعرهم سمى سكانها آراميين. على أن هيرودوت (الذي ولد سنة 484 ق.م) هو على ما نعلم أول من سمى هذه البلاد سورية وتبعه في ذلك اليونان والرومان ولكن ما الذي حملهم على هذه التسمية ففيه للعلماء القدماء أقوال منها :
الأول أنها سميت سورية نسبة إلى صور مدينتها البحرية الشهيرة وقد عرف اليونان أهلها لكثرة ترددهم إلى بلادهم للتجارة فسموهم سوريون وبلادهم سورية بإبدال الصاد بالسين لعدم وجود الصاد في لغتهم. وكلمة صُر بالفينيقية معناها الصخر أو السور ويرى هذا الاسم منقوشاً على المسكوكات القديمة التي وجدت في هذه المدينة.
والأقرب للصحة هو القول الثاني بالنسبة لتسمية سورية وهو أن اليونان سموا هذه البلاد سورية نسبة إلى آسور أو آسيريا بلاد الآشوريين لأنها كانت بلاد آشورية أيام اليونان فأطلق الاسم (سورية) مخففين اللفظة بحذف الهجاء الأول والمبادلة بين السين والشين فاشية حتى في كلمة آشور وآسور (آشوريا / آسورية) فأصبحت سورية.
ونرى بعض القدماء من اليونان يطلقون على ما بين النهرين أيضاً وأرمينيا وبعض بلاد فارس اسم سورية مرادفاً لاسم أسيريا أي مملكة الآشوريين) ثم يستبعد المطران الدبس احتمالات اشتقاق ضعيفة. قديما أطلق اليونانيون اسم فينيقيا على كل سورية وكنعان. أما اليوم توافق جمعية شركاء الوطن الفينيقي السليم على أنها شمال غرب المنطقة الساحلية من بلاد الشام، التي تركزت في المدن الفينيقية وهي في وقتنا الحاضر أوغاريت وارواد وصور وطرطوس وعمريت وصيدا وجبيل. وهي تابعة الآن لساحل سورية ولبنان. أيضا هناك مدينة في تركيا حاليا تنسب على أنها فينيقية حيث يعتقد انها مستمده من اسم Lycians وهو اسم لتاجر كان يتاجر مع الفينيقيين في العصور القديمة.